الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

على باب مصر للشاعر : كامل الشناوي





على باب مصر ، تدق الأكف ، ويعلو الضجيج
جبال تدور ، رياح تثور ، بحار تهيج 
وتصغي ! وتصغي ! !
فتسمع بين الضجيج سؤالا وأي سؤال !! وتسمع 
همهمة كالجواب ، وتسمع همهمة كالسؤال !! 
    أين ؟ ومن ؟ 
وكيف إذن ؟
نعم . . كيف أصبح هذا الجلال 
بأقصى مداه ! ؟ . . حقيقة شعب ٍ
غزاه الطغاة ، وأي طغاة؟
 ! . . أمعجزة مالها أنبياء ؟ ! . . أدورة أرض بغير فضاء ؟ ! 
****

وتمضى المواكب بالقادمين       من كل لون ٍ وكل مجال 
فمن عصر مينا إلى عصر عمرو ٍ     ومن عصر عمرو ٍ لعصر جمال 
وكل تساءل في لهفــــة ٍ : 
أين ؟ ومن ! ؟   وكيف إذن ! ؟
 . . أمعجزة ً مالها أنبياء ؟! . . أدورة أرض بغير فضاء ؟! 
****




وجاء الغزاة   . . جميع الغزاة
فأبدوا خشوعًا  وأحنوا الجباه
وكل تساءل في دهشة ٍ . . وكل تساءل في لهفة : 
أمعجزة مالهــــا أنبياء ؟ ! أدورة أرض ٍ بغير فضاء ؟ !
تلمح بين الجموع وجوهًا         يرف عليها حنـــان الإله
   . . ففيها المفكر والعبقري وفيها التقاة ؛ وفيها الهداة
..ف(موسى ) تشق عصاه الزحام 
وذلك (عيسى ) عليه السلام 
وهذا ( محمد) خير الأنام 
أمعجزة مالهـا أنبياء ؟ ! أدورة أرض ٍ بغير فضاء ؟ ! 

****
فأين تحقق مـــا كان وهمًا ومن ذا الذي يا ترى حققه ؟ ! 
وكيف تحــرر من أسره سجين الزمان ؟! ومن أطلقه ؟!
لقد شاد بالأمس أهرامه بأيدٍ مسخرة موثقـــة
على ظهره بصمات السياط .. وأحشاؤه بالطوى مرهقة !!
... وها هو يبنى بحريةٍ دعائم آماله المشرقة 
بسد منيع ، عجيب البناء يبث الرخاء ويوحي الثقة 
فأرزاق أبنـــائه حرة وآراؤهم حرة مطلقه 
وليس بهم سيد أو مسود فكل ســواء بلا تفرقه 
أمعجزه مالها أنبياء ؟!    أدورة ارض بغير فضاء ؟! 

***




وصاح من الشعب صوت طليق        قوى ، أبى ، عريق ، عميق   
يقول : أنا الشعب والمعجزة      أنا الشعب لا شيء قد أعجزه 
وكل الذي قـاله أنجزه !! 
فمن أرضي الحرة الصامدة   بنيت حضاراتنا الخالدة
. . بقوميتي واشتراكيتي . . ينبض العروبة في أمتي 

****
أنا الشعب ، شعب ذرى والقمم 
زرعت النخيل ، صنعت الهرم 
رفعت المآذن فوق القباب       بنيت المداخن تعل السحاب 
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا    ولا أرتضى بـالخلود بـديلا 
بلادي مفتــوحة كالسماء 
تضم الصديق ؛ وتمحو الدخيلا 
انا الشعب ، شعب العلا والنضال        أحب السلام ، أخوض القتال 
ومنى الحقيقة .. منى الخيال  وعندي الجمال ، وعندي جمال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق